تعتبر بلوشستان من اهم مسارات الهجرات البشرية القديمة و قد مرت عليها شعوب و قبائل و أعراق و أجناس
و البلوشستانيون: بشكل عام نتاج عناصر بشرية متعددة قدمت الى بلوشستان على فترات متعاقبة و يعتبر العنصر العربي من اقدم العناصر التي جاءت بلوشستان
للبلوش وجود قديم في المناطق المجاورة لبلاد السند و سيستان و كرمان و من امتزاج العنصر العربي بالعنصر البلوشي قامت اول دولة اسلامية في البلوشستان
و لا شك في وجود هؤلاء العرب بمكران و كرمان و بلاد السند و قد اجمع مؤرخو الاسلام جميعا على تأييد ذلك و القول به و قد ذكر ابو اسحاق ابراهيم الاصطخري رحالة من علماء الجغرافية الاسلام المشهورين
ان ملوك هؤلاء العرب الذين كانوا يعمرون مكران و ازدهرت بهم سواحلها قد كانوا من اقوى ملوك الاسلام و اريد ان اقول آخر هذه الكلمات ان هذه الزحوف و القبائل و الامارات و القيادات و العساكر العربية التي توالت على مكران و كرمان و بلاد السند في كل عهود الخلافة الراشدة في زمان الامويين في اوائل العهود العباسية و قد كان محورها جميعا البلاد المكرانية عرفت فيما بعد سيستان و بلوشستان و كانت عاصمته قديما كرمان.
(منقول)
------------------------------------------------
موضوع أعجبني نقلته من ملتقى الأنساب في منتديات حضرموت للكاتب العضو/ ركاز العلاوي
اخواني لطالما اعتقدت ان البلوش من قبائل اسيا التي عبرت شرق الخليج العربي الى ضفته الغربية لتستقر هناك ولتتعرب ولتختلط بالسكان مشكلة جزء لا يتجزء من التركيبه السكانيه لعدد من دول الخليج العربي
ظلت هذه الفكره سائدة عندي الى ان دخلت لهذا المنتدى فوجدت بعض المواضيع التي كتبها الاخوه البلوش حول اعراقهم واصولهم مؤكدين فيها انتمائهم الغير مضطرب لديهم للارومه العربيه
اخواني هذه المواضيع قادتني لمراجعة نصوص اطلعت عليها من كتاب تاريخ ابن خلدون 1332 م
احد اهم المراجع التاريخيه والاجتماعيه على الاطلاق في ذلك الكتاب وجدت ابن خلدون قد قسم العرب الى عدت طبقات منذ بدء نشوء التاريخ الى عصره وفصل فيها بين اهل المدن "الامصار " وبين اهل البادية من العرب واعتبر ان كل منهم قسم مستقل بذاته عن الاخر من الناحية اللغويه ومن ناحية صفاء العرق العربي
ما اريد قوله ... هو ان ابن خلدون في ذكره لاهل الطبقة الرابعه من العرب وهم اهل عصره من سكان البوادي والصحاري قد ذكر العرب الباديه في منطقة اسمها كرمان ضمن من ذكر من البدو العرب في عصره
يقول في هذا النص
(( ونشا اسماعيل بينهم وربي في احيائهم وتعلم لغتهم العربية بعد ان كان ابوه اعجميا. ثم كان بناء البيت كما قصه القران. ثم بعثه الله الى جرهم والعمالقة الذين كانوا بالحجاز فامن كثير منهم واتبعوه ثم عظم نسله وكثر وصار بالجيل اخر من ربيعة ومضر ومن اليهم من اياد وعك وشعوب نزار وعدنان وسائر ولد اسماعيل وهم العرب التابعة للعرب. ثم انقرض اولئك الشعوب في احقاب طويل وانقرض ما كان لهم من الدولة في الاسلام. وخالطوا العجم بما كان لهم من التغلب عليهم ففسدت لغة اعقابهم في اماد متطاولة وبقي خلفهم احياء بادين في القفار والرمال والخلاء من الارض تارة والعمران تارة. وقبائل بالمشرق والمغرب والحجاز واليمن وبلاد الصعيد والنوبة والحبشة وبلاد الشام والعراق والبحرين وبلاد فارس والسند وكرمان وخراسان امم لا ياخذها الحصر والضبط قد كاثروا امم الارض لهذا العهد شرقا وغربا واعتزوا عليهم فهم اليوم اكثر اهل العالم واملك لامرهم من جميع الامم. ولما كانت لغتهم مستعجمة على اللسان المضري الذي نزل به القران وهو لسان سلفهم سميناهم لذلك العرب المستعجمة. فهذه اجيال العرب منذ مبدا الخليقة ولهذا العهد في اربع طبقات متعاقبة ))
اقول ... قد يعتقد البعض بان ابن خلدون من القوميين العرب المتعصبين لاضافة اي جنس بشري الى قائمة الشعوب العربية
لكن الرجل معروف بمنهجيته العلمية التي سبق بها عصره و اعترف له بها اهل هذا الزمان من اوروبيين وغيرهم
و يتكلم في موضع اخر من كتابه عن العرب البدو في عصره الذين بقوا على بداوتهم الاولى التي كانوا عليها قبل الاسلام فيقول مبتدأ بمقدمة ليست بالقصيره عن ماصار اليه حال العرب الذين تمدنوا في الامصار التي دخلت سلطانهم نتيجة للفتوحات الاسلامية متخذا هذه المقدمة مدخلا لذكر من بقى على البداوة من قبائل العرب في النجوع والاحياء المنتفية بالقفر والصحاري في عهده
يقــــــــــــــــول ابن خلدون
(( لما استقلت مضر وفرسانها وانصارها من اليمن بالدولة الاسلامية فيمن تبع دينهم من اخوانهم ربيعة ومن وافقهم من الاحياء اليمنية وغلبوا الملل والامم على امورهم وانتزعوا الامصار من ايديهم وانقلبت احوالهم من خشونة البداوة وسذاجة الخلافة الى عز الملك وترف الحضارة ففارقوا الحلل وافترقوا على الثغور البعيدة والاقطار البائنة عن ممالك الاسلام فنزلوا بها حامية ومرابطين عصباً وفرادى. وتناقل الملك من عنصر الى عنصر ومن بيت الى بيت واستفحل ملكهم في دولة بني امية وبني العباس من بعدهم بالعراق ثم دولة بني امية الاخرى بالاندلس وبلغوا من الترف والبذخ ما لم تبلغه دولة من دول العرب والعجم من قبلهم. فانقسموا في الدنيا ونبتت اجيالهم في ماء النعيم واسشاثروا مهاد الدعة واستطابوا خفض العيش وطال نومهم في ظل الغرف والسلم حتى الفوا الحضارة ونسوا عهد البادية وانفلتت من ايديهم الملكة التي نالوا بها الملك وغلبوا الامم من خشونة الدين وبداوة الاخلاق ومضاء المضرب ....... وانف السلطان من المساهمة في المجد والمشاركة في النسب فجدعوا انوف المتطاولين اليه من اعياصهم وعشائرهم ووجوه قبائلهم وغضوا من عنان طموحهم واتخذوا البطانة مقرهم من موالي الاعجام وصنائع الدولة حتى كثروا بهم قبيلتهم من العرب ........ وسلبوهم نصرة العصبية حتى صاروا اجزاء على الحامية وخولاً لمن استعبدهم من الخاصة واوزاعاً متفرقين بين الامة وصيروا لغيرهم الحل والعقد والابرام والنقض من الموالي والصنائع فداخلتهم اريحية الغز وحدثوا انفسهم با لملك فجحدوا الخلفاء وقعدوا بدست الامر والنهي
واندرج العرب اهل الحماية في القهر واختلطوا بالهمج ولم يراجعوا احوال البداوة لبعدها ولا تذكروا عهد الانساب لدروسها. فدثروا وتلاشوا شان من قبلهم وبعدهم. سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً ))
ثم يعدد قبائل هؤلاء العرب الذين اذابتهم الحضاره فيما بعد نشوء الدولة الاسلامية فيقول
(( اما من مضر: فقريش وكنانة وخزاعة وبنو اسد وهذيل وتميم وغطفان وسليم وهوازن وبطونها من ثقيف وسعد بن بكر وعامر بن صعصعة ومن اليهم من الشعوب والبطون والافخاذ والعشائر والخلفاء والموالي. واما من ربيعة فبنو تغلب بن وائل وبنو بكر بن وائل وكافة شعوبهم من بني شكر وبني حنيفة وبني عجل وبني ذهل وبني شيبان وتيم ثم بنو النمر من قاسط ثم عبد القيس ومن اليهم. واما من اليمنية ثم من كهلان بن سبا منهم: فانصار الله الخزرج والاوس ابناء قيلة من شعوب غسان وسائر قبائل الازد. ثم همدان وخثعم وبجيلة ثم مذحج وكافة بطونها من عبس ومراد وزبيد والنخع والاشعريين وبني الحرث بن كعب. ثم لحى وبطونها ولخم وبطونها ثم كندة وملوكها. واما من حمير بن سبا فقضاعة وجميع بطونها ومن الى هذه القبائل والافخاذ والعشائر والاحلاف ))
ويصف ما انتهى اليه امرهم فيقول
(( هؤلاء كلهم انفقتهم الدولة الاسلامية العربية فنبا منهم الثغور القصية واكلتهم الاقطار المتباعدة واستلحمتهم الوقائع المذكورة فلم يبق منهم حي ولا حلة تنجع ولا عشير يعرف ولا قليل يذكر ولا عاقلة تحمل جناية ولا عصابة لصريخ الا سمع من ذكر اسمائهم في انساب اعقاب متفرقين في الامصار الوى الخمول بجملتهم فتقطعوا في البلاد ودخلوا بين الناس فامتهنوا واستهينوا واصبحوا خولاً للامراء وبهما للذائد وعالة على الحرف ))
ويصف استيلاء غير العرب على امور الملك واستئثار امم العجم ممن اسلموا بالسلطان دونا عن العرب فيقول
(( وقام بالاسلام والملة غيرهم وصار الملك والامر في ايدي سواهم وجلبت بضائع العلوم والصنائع الى غير سوقهم فغلب اعاجم المشرق من الديلم والسلجوقية والاكراد والغز والترك على ملكه ودولته فلم يزل مناقلة فيهم الى هذا العهد. وغلب اعاجم المغرب من زناتة والبربر على امره ايضاً فلم تزل الدول تتناقل فيهم على ما نذكره بعد الى هذا العهد ))
ثم يصل لبيت القصيد الذي يعني عنوان موضوعي فيقول
((وانتبذ بقية هذه الشعوب من هذه الطبقة بالقفار واقاموا احياء بادين لم يفارقوا الحلل ولا تركوا البداوة والخشونة فلم يتورطوا في مهلكة الترف ولا غرقوا في بحر النعيم ولا فقدوا في غيابات الامصار والحضارة .... واقامت هذه الاحياء في صحارى الجنوب من الغرب والمشرق بافريقية ومصر والشام والحجاز والعراق وكرمان كما كان سلفهم من ربيعة ومضر وكهلان في الجاهلية وعتوا وكثروا وانقرض الملك العربي الاسلامي .....واعتز بعض اهل هذا الجيل غرباً وشرقاً فاستعملتهم الدول وولوهم الامارة على احيائهم واقطعوهم في الضاحية والامصار والتلول واصبحوا جيلاً في العالم ناشئاً كثروا سائر اهله من العجم. ولهم في تلك الامارة دول فاستحقوا ان تذكر اخبارهم وتلحق بالاجيال من العرب سلفهم ))
اذا ما الذي يهمنا من هذا كله ؟؟
ان نعرف اليوم ان العرب كامة ليسوا فقط هؤلاء مواطني الدول التي نشأت فيما يسمى بالجزيرة العربيه مثل اليمن او السعودية
ان نعرف ان العرب ليسوا فقط هؤلاء البدو من سكان دول الخليج و اليمن والاردن والعراق وسوريا ومصر والسودان وليبيا والجزائر ومروتانيا " ذكرت كل هذه الدول لانها كلها كانت تحوي سكانا من البدو الى سنوات قليلة مضت " بل يجب ان نعي ان قسما كبيرا من القبائل العربية الاولى قد دخل في المدن والحواضر وذاب نسيجهم القبلي فيها واختلطوا بمن ساكنوه او ساكنهم فيها في مدن العراق والحجاز والشام والخليج وكرمان و مصر و المغرب و الاندلس
ان نعرف بان المنطقة المسماة " كرمان " كانت تحوي الى عهد ابن خلدون قبائل عربية بدوية قحة
ذات عصبية و اعتزاز واكثر من ذلك عدد و كثرة الى الدرجة التي خصهم فيها بالذكر في النص الثاني ضمن العرب البدو من اهل صحارى الجنوب من الغرب والمشرق بافريقية ومصر والشام والحجاز والعراق ... المعروفة لدينا جيدا لاتصال بداوتهم الى عصرنا الحالي الامر الذي يجعلنا نفترض بان العرب البدو في كرمان كانوا من الكثرة والقوة في عهد ابن خلدون الى الحد الذي يقترب من قوة العرب البدو في الحجاز او العراق او افريقيه لكي يحضوا بهذا الموقع لدى ابن خلدون القائل ((فاستحقوا ان تذكر اخبارهم )).
ولعل بعد المسافة التي فصلت بين العرب البدو في كرمان وباقي النسيج العربي وكذلك الحجم النسبي لباقي السكان المحيطين بهم من السنود و الهنود و الفرس وضغط الظروف التى اكتنفت منطقتهم وايقاع الملوك والدول بهم وضيق مجالاتهم الصحراوية التي كانوا ينتجعون بها مقارنة بصحاري الجزيره او افريقية قد ادي بهم كل ذلك الى الاختلاط بشكل او باخر بالسكان المحليين هناك على الاقل ثقافيا و لغويا وبقدر ما عرقيا كنتيجة طبيعية مما اثر بشكل ما على مظهرهم العام اليوم
وكنت لا ازال في حيرة ممن عناهم ابن خلدون بالعرب البدو في كرمان الى ان اطلعت على ما كتبه ابناء البلوش من العرب الاصلاء في هذا المنتدى عن مواطن البلوش التي جاؤوا منها الى شرق الخليج العربي واقصد ( كرمان )
و انه لمن المؤسف و المؤلم جدا في ان واحد ان يجد ابناء حمير و قضاعة و مضر و ربيعه من ينفي عنهم عروبتهم ونسبهم لاسباب لم يكن لهم دخلا فيها او لاسباب عنصرية بغيضة او بسبب قلة الاطلاع
ارجوا ان نجد في هذا الموضوع ما يذهب به الاختلاف حول عروبة اهلنا الذين هم الان او كانوا في كرمان
بلوشستان: اقليم هضاب و صهوب صحراوية قاحلة في جنوب غربي باكستان و شرقي ايران على بحر عمان, القسم الباكستاني يضم مقاطعتي كويتا و كالات, و القسم الايراني عاصمته زاهدان في مقاطعة سيستان, كانت عاصمته قديما كرمان
الثلاثاء أبريل 22, 2008 5:01 am
