في احدى مدارس السلطنة : اكتشاف 15 حالة حمل بين الطالبات
الزمن ـ يسرا العلوي:
تطالعنا البرامج الحوارية العالمية في الولايات المتحدة و أوروبا عن موضوع يشكل ظاهرة خطيرة في المجتمعات الغربية ، وهو موضوع حمل المراهقات.
وقد أشارت الدراسات في بريطانيا أن المملكة لن تتمكن من تخفيض نسبة حمل المراهقات كما كانت تتوقع إلى العام 2010. مما دفع وزيرة الطفولة والأسرة السابقة بيفرلي هوغز إلى توجيه خطابات ونداءات تناشد فيها العائلات الى التخلص من الخجل والشروع في حوار صريح مع أبنائهم وبناتهم.
وللأسف وفي نفس الإطار علمت " الزمن" من مصادر مطلعة أن إحدى المدارس في السلطنة إكتشفت حالات حمل لدى خمسة عشر طالبة فيها هذا العام.
" اسجنوا أمها " بهذه الجملة صرخت إحدى الجارات التي أخذت إبنة الجيران للمستشفى لتلد وهي في شهرها التاسع فقالت: هذه الفتاة حامل في الشهر التاسع و هي لم تتعدى الخامسة عشر عاما ، و أضافت: كانت طوال هذه الأشهر أمام عين أمها و أخواتها المتزوجات ولم يشعر بها أحد. و أردفت: إن كنتم ستسجنون أحدا فاسجنوا أمها.
و"ليس الأمر بالغريب" جملة بدأت بها إحدى المعلمات فأردفت: الطالبات التي نصادفهن يوميا يعانين من الكبت و إهمال أولياء الأمور . وقالت: في كفة تجد المسلسلات والأفلام الأجنبية تعرض في المنزل 24 ساعة وبشكل عادي و يصبح أبطالها وكأنهم فرد من أفراد العائلة فتدور النقاشات عنهم وعن حكايات حبهم بين البنت وأمها والبنت و أبيها و أخواتها ، ولكن في الكفة الثانية أي حديث عن عاطفة البنت إتجاه أي رجل في العالم تعتبر في إطار العيب والحرام واللاأخلاقي ، و يكون أمر يتناسب مع الفتيات اللاتي بلا أصل ، كل هذا و أكثر يحدث فجوة كبيرة في داخل كل البنات بلا استثناء.
و أكدت : عندما تأتي الفتاة للمدرسة تجد من جميع انواع الشخصيات ، البنت التي يسميها المجتمع بالمحترمة هي البنت التي تخاف سخط ولعنة المجتمع و الأهل ، لذلك تركن للأدب والإحترام ليس عن قناعة وانما عن خوف ، وهذا ما يفرز لنا فئة ترتدي العفة أمام الناس وتفعل العجب العجاب من خلف الستار. وقالت: أما البنت التي يسميها المجتمع "صايعة" هي البنت التي لم تخشى المجتمع وتصرفت بناء ما دلَّها عقلها واستنتاجها بعيدا عن أهلها وبعيدا عن النصح والإرشاد.
و مما يزيد الطين بلَّه انتشار الهواتف النقالة كانتشار النار في الهشيم بين المراهقات حيث تقول معلمة أخرى: لا أفهم وجود هاتف نقال لدى فتاة لا يزيد عمرها عن 18 عام ، فالبنت في هذا العمر يفترض أنها لا تعرف أحد خارج نطاق العائلة ولا خارج نطاق المدرسة، فلماذا لا نقنن مكالمات الفتاة بصديقاتها و بنات عائلتها من خلال اجرائها للمكالمات من هاتف المنزل الثابت أو نقال أحد أبويها أو أخوانها؟ . و أردفت: لماذا نسمح لفتاة تبلغ من العمر 15 أو 16 عاما أن تكون لها دائرة علاقات خاصة بها لا يعلم بها أحد غيرها؟
وقالت: في المدارس أحد أسباب إنتشار ثقافة العلاقات المشبوهة بين الجنسين أو بين الجنس الواحد هو تستر الطالبات على بعضهن البعض ، فالتي تفضح زميلتها باخبار المعلمات أو الاخصائية عن وجود هاتف نقال لدى زميلتها في المدرسة أو عن علاقاتها المشبوهة، تصبح في حكم المنبوذة بل وتصبح كأنها هي المجرمة.
و تقول إحدى الطالبات: إذا تحدثنا عن هذه الفئة من الطالبات لدى الأخصائية أو المعلمات فسنصبح و كأننا منهن بشكل أو بآخر ونحن لا نريد ذلك، فإذا كانت البنت تريد أن تضع نفسها في هذه الدائرة فهي حرة. و أردفت: كثيرا ما تفضح هذه الفئة نفسها بنفسها ، فإذا اكتشفت الاخصائية واحدة فانها تخبر عن جميع من يسلكن سلوكها و كأنها تقول لست وحدي أفعل هذا وإنما الكثيرات.
هناك حكمة معروفة وهي " إن كبر ابنك خاويه" ، فالحكماء علموا أن الإبن في مرحلة المراهقة يميل لمن هم في سنه ليحكي لهم همومه ، وليشعروه بأنه ليس وحيد، والفتيات في هذا العمر يعشن نوع من التضارب في المشاعر فيجدن الذئاب البشرية يشعروهن بوجود هذه المساحة من الاستماع والسماح لهن بالتحدث دون قيد ولا ممنوع و كأنهم في نفس اعمارهن، ولكن إن وجدت هذه المساحة في المنزل من خلال الحديث المفتوح الغير مقيد المراعي لتطور العصر وما تشاهده الفتاة يوميا في التلفزيون و الإنترنت ، ستنبذ كل ما هو مبتذل في الخارج ولن تحتاج اليه وسيحمي الآباء أنفسهم من " يا ليت".
الــــــمصدر : جـــريدة الــــزمن