لم أكن أحلم بها ..... ولكنه القدر
- السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، أنا الصحفية نور خالد ، أهلاً بك ، جئت اليوم لأجري معك مقابلة صحفية . كما علمت فإن اليوم ستعرض بعض من رسوم الرسامة الفنية المبدعة سهى عبد الجميل ، و التي هي أنت ، عرفينا على نفسك قليلاً ؟
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أنا الفنانة التشكيلية سهى عبد الجميل ، فلسطينية الأصل ، متزوجة و أنجبت أطفالاً .
- حسناً ، اعطينا نبذة عن حياتك المليئة بالجمال ، و السعادة الآن ، و الحزن و اليأس سابقاً ؟
- إنها حياتي ، سأحكي لكم اليوم عنها ، سأثبت للجميع أنني لست تلك الإنسانة الضعيفة الفاشلة ، سأدخلكم إلى عالم لا محدود ، سأحكي عن قصة ظلت مكبوتة سنيناً طوال ، قصة كاللؤلؤ النفيس المختبئ ، داخل قوقعة حيوان أملس ، ثم سأبحر و إياكم إلى دواخل غابة الأفكار السعيدة ، سأجعلكم كطيور الزرزور الأزرق ، خفيف رقيق ، تطيرون في الخيال ، وتحلمون أحلاماً شفافة ، كشفافية قلبكم الأبيض الصافي ....
- كفى تشويقاً أرجوكِ ، تحدثي فإني لا أطيق صبراً ، لا أطيق الصبر دهراً ، تحدثي عن عالمكِ الأبيض ، عالمك النقي الشفاف ، أخبرينا عن حياتك فأني متشوقة لسماع قصتك ؟
- أختاه ، ما زلت صغيرة ، و لكنني سأخبركِ ، و سأخبر الحضور عن حياة فتاة حزينة ، سأصرخ بملء صوتي ، كي يسمعني الجميع ، من حضر و غاب ، إنها قصة عمر ، قصة موت ثم حياة ، مررت بتجربة قاسية و مفيدة . أتعلمين يا نور ........ أنا فلسطينية ، و أفتخر بذلك ، ما ذنبي ؟ مسكينة أنا ، لأني فلسطينية قتلوا أمي ، و لأني فلسطينية ذبحوا أبي ، و لأني فلسطينية شردوا أختي ، و لأني فلسطينية ، عدموا أخي المسكين ، وذنبه أنه كان يصلي داخل مسجد أرادو هدمه ، تخيلي ، كل ذلك ، لأني فلسطينية ، نعم يا أختي ...... فلسطينية قلبها مجروح ، فلسطينية قلبها مذبوح . عشت مشردة يتيمة منبوذة ، آكل من بقايا طعام أجده في الشارع ، ما ذنبي ؟ كنت صغيرة ، يا له من حقير ذلك الذي قتل أمي ، و يا له من حقير ذلك الذي ذبح أبي و شرد أختي و عدم أخي ، و لكن الله يمهل و لا يهمل ، و سيعلمون ذلك عاجلاً أم آجلاً ........ كنت صغيرة حين أودعت دار الأيتام ، أودعني رجل فلسطيني طيب ، زعم أنه لم يجد لي مأوى غير تلك الدار . أختي ما ذنبي هل لأني فلسطينية فعلوا بي ذلك ؟؟؟
- لقد أبكيتني حقاً يا أختي ، كما تعلمين ، أنا صحفية ، فقط أردت أن أسألك : كيف وصلتي لهذه المرحلة من الشهرة و السمعة الطيبة و الالتزام بالدين الحنيف ؟؟؟
- حكايتي لم تكتمل بعد أيتها الصحفية ، ففي دار الأيتام تلك عشت ما يقارب 3 سنين حتى أحسست أنني قد اكتفيت منها ، فذهبن أبحث لي عن مأوى ، وظللت هكذا أياماً و أنا أفترش الشارع ، و أنام فيه ، حتى وجدتني سيدة طيبة ، فذهبت بي إلى بيتها ، وكان عمري ما يقارب 11 سنة ، أي أنني في عمر الزهور الصغيرة . و في البيت علمت أن تلك السيدة لا تنجب أطفالاً ، و تريد أن تتبناني ، فلم أجد مانعاً في ذلك ، إذ أنني بلا أهل ولا مأوى . عشت أياماً سعيدة مع عائلتي الجديدة ، و بعدها فكرت في أنه من الخطأ الاعتماد كلياً على سيدتي ، إذ أنني يجب أن أساعدها في مصاريفي بعد أن سمحت لي بدخول المدرسة . ففكرت في طريقة لذلك ، و بما أنني أستطيع الرسم بمهارة كصفة ورثتها عن أبي الفنان التشكيلي عبد الجميل ، فبدأ في رسم لوحات و عرضتها على معلمة الفنون التشكيلية ، كما عرضت بعضاً منها على جدار غرفتي ، و أعجبت معلمتي بذلك ، فشاركتني في مسابقات محلية كنت أفوز فيها بالمركز الأول غالباً ، و بالثاني أحياناً .و في ليلة من الليالي شاهد أبي جدار غرفتي المزين بالرسوم الجميلة ، فأعجب بها و قرر عرضها في غرفة صغيرة كالمعرض على أن أديره بنفسي كي يعلمني فنون الإدارة الذاتية للمشاريع . و قمنا بهذه الفكرة ، فكانت مزاراً للكثيرين . و بعدها قمت بتطوير مشروعي بحيث يدر لي ربحاً لا بأس به ، فكبر مشروعي و تنمى بفضل أبي ، حتى وصلت إلى السن الوردي للفتاة ، فتزوجت و أنجبت أطفالاً كالقمر ، كانوا زينة لحياتي ، و لكنني لم أنسى أمي التي أنجبتني ، كما لم أنسى أهلي الذين ربوني ، و الذين قد رزقهم الله من فضله ، ووهبهم مولوداً صغيراً بعد طول انتظار ، فأسميناه محمداً ، و باعتباره أخي الصغير ، فكنت أداعبه و أجعله يلعب مع أطفالي ،و الآن قمت بالتفكير في مشروع آخر ، كان يراودني منذ أن دخلت دار الأيتام ، فهاأنا الآن قمت ببناء حضانة للأطفال اليتم يلعبون فيها بلا قيود . و أنا الآن سعيدة فقد حققت كل أهدافي في الحياة بعد أن حفظت كتاب الله كاملاً وعلمته أبنائي ، و يمكنني الآن الموت و أنا مرتاحة .
- يا لها من قصة جميلة كقصص الخيال ، و الآن ، أخبرينا ما هي رسالتك للعالم العربي عامةً و الإسلامي خاصة ً ؟
- رسالتي للعالم الإسلامي المهدهد في مهده ، و النائم في وكره ، و الذي يحتاج لبضع قطرات من الماء المثلج كي ينتعش ، و كي يعيش في هذه المؤامرة الخبيثة التي دبرها الإرهابيون ، و كي يتصدى لها ، و يتصدى لإسرائيل التي لم تجد موطناً غير فلسطين العفيفة كي تستوطنها و تطعن شرفها .
- شكراً لكِ الفنانة الشهيرة بالتزامها سهى عبد الجميل ، و إلى لقاء جميل و ممتع آخر نتعرف فيه أكثر عليك و على أجمل قصة سمعتها ، يا لها من قصة مؤثرة تدق نياط القلوب ، و توقظ النائمين داخل مهدهم _ العرب المسلمون – و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...........
- وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته ........
.........................................................................................................................
وفي النهاية اتمنى ان تكون على قدر من الاهمية بالنسبة اليكم ، ويالله اريد اشوف ردودكم وانتقاداتكم حول هذا الحوار البسيط ............
وان شاء الله اذا عجبتكم رح نزل الكم قصة ثانية بعنوان بصمة معاق